هناك العديد من الضوابط والمعايير التي يجب أن تأخذيها في إعتبارك كأم عندما تقررين تعديل بعض الأخطاء السلوكية التي يقع فيها أطفالك.
ومن بين هذه الضوابط والمعايير الإستقرار النفسي والعاطفي للمربي سواء كنت أنت أو والد الطفل أو كل من يتصدى لتعديل السلوك الخاص بالطفل، فليس من الطبيعي تعديل سلوك أبنائنا ونحن غاضبون أو ثائرون مثلاً، كما يجب عليكي تعلم الأساليب التربوية المختلفة وكيفية تطبيقها.
يجدر بك أيضاً أن تبادي بالتعاون مع جميع من لهم دور في تربية الأطفال في تطبيق هذه الأساليب لضمان فعاليتها، مع القناعة بإمكانية التغيير والتعديل فالعملية التربوية تحتاج لوقت طويل فهي عملية بناء مستمر.
ومن الضروري في الوقت نفسه معرفة أهمية هذه الأساليب ونتائجها الإيجابية على الفرد والأسرة والمجتمع، ولا تنسي أهمية الإستعانة بالله عز وجل لأن الله تعالى وحده هو القادر على أن يريك الحق حقاً ويساعدك في تعديل سلوك أطفالك.
وتذكري على الدوام أن حرصك على الإتصال الروحي بالله عز وجل والإرتباط الديني بتعاليم الإسلام يجعل للعملية التربوية بعداً شديد الأهمية مرتبطاً بمراقبة ربه في كل تصرف، فضلاً عن أهمية العلاقة مع الأفراد المحيطين لأن الهدف ليس تعديل سلوك خاطيء فحسب إنما تأسيس جيل على درجة كبيرة من الوعي والثقة بالنفس وحب الخير والبناء.
لا تنسي أيضاً في سياق محاولاتك لتعديل سلوكيات طفلك إدارك حقيقة أن كسب ثقة الطفل وخلق جو جديد مبني على الإحترام والتقدير المتبادل، سيكون من أهم العوامل المساعدة فضلاً عن ضرورة تهيئة الطفل وشرح الأساليب التربوية له وتبسيطها له حسب سنه ليكون له دور فعال في عملية تعديل السلوك ويستعيد ثقته بنفسه، كما يجب عليك إختيار الوقت المناسب والسلوك المراد تغييره وفق الأولوية والأهمية.
والسر وراء أنه ليس كل الأطفال يتعلمون السلوكيات الإجتماعية المرغوبة هو أنهم قد لا يعرفونها أساساً وبالتالي هم بحاجة إلى تعليم، أو ربما يعرفونها لكن لا يعرفون كيف يطبقونها ومن ثم فهم بحاجة إلى ممارسة وتطبيق، أو ربما تكون هناك أسباب عاطفية تحول دون تطبيق السلوك المرغوب.
وبعض الأطفال الذين يمارسون سلوكيات غير مرغوبة بسبب تعزيز هذه السلوكيات الخاطئة داخل بيئتهم ولم يتم تعزيز السلوكيات الصحيحة، مثل ذلك الطفل الصغير الذي ينطق أول ما ينطق بسباب معين، حيث يجد الطفل أن البعض يضحك له ويظهر علامات الإستغراب والبهجة والتي تدل على الموافقة، ومع مرور الوقت وبتصرفنا هذا تعزز هذه الشتيمة فيه ويستمر الطفل في تردادها.
ومن هنا يجب عليك عند التصدي لتعديل سلوكيات الطفل أن تتبني التعلم بالقدوة والمشاهدة والتقليد، ولعب الأدوار من خلال إظهار السلوكيات المكتسبة عن طريق التمثيل، مع الإستفادة من ردة فعل الآخرين لأداء الطفل في الدور الذي لعبه إضافة إلى نقل هذه الخبرة المكتسبة إلى الواقع ليتدرب عليها الطفل.
المصدر: موقع رسالة المراة.